يبدو ان المهاجم الدولي السويدي زلاتان ابراهيموفيتش يشكل "رأس الحربة" المثالية
ل"حرب الاعصاب" بين فريقه السابق يوفنتوس وفريقه الحالي انتر ميلان اللذين
يتحضران لمواجهة نارية السبت في افتتاح المرحلة الثالثة عشرة من الدوري الايطالي.
وكشف الفرنسي جان كلود بلان المدير التنفيذي ليوفنتوس ان ابراهيموفيتش تخلى عن
فريق "السيدة العجوز" في اوقات المحنة عندما انزل الاخير الى الدرجة الثانية وجرد من لقب الدوري الايطالي عام 2006.
وكان ابراهيموفيتش ترك يوفنتوس عقب فضيحة التلاعب بنتائج الدوري المحلي وانتقل
الى فريق "احلامه" انتر ميلان مقابل 25 مليون يورو رغم المحاولات التي قام بها اداريو
فريق "السيدة العجوز" من اجل اقناع النجم السويدي في البقاء.
"ابراهيموفيتش اراد الرحيل في وقت المحنة: اردنا المحافظة عليه لكن كان الامر
مستحيلا" هذا ما قاله بلان الجمعة في حديث مع شبكة "سكاي سبورت 24".
وتابع بلان الذي استلم مهامه بعد الفضيحة بهدف انقاذ الفريق واعادته الى دوري الاضواء
"خضنا مفاوضات طويلة مع اللاعب ومدير اعماله وانتر ميلان لكن في النهاية قررنا الدفاع عن مصلحة فريقنا وبالتالي التخلي عنه".
وفي معرض رده على سؤال يتعلق بكيف سيكون وضع يوفنتوس حاليا لو كان
ابراهيموفيتش يلعب حاليا الى جانب القائد المتألق اليساندرو دل بييرو قال بلان "نعم
لكانت شراكة قوية للغاية لكننا رغم ذلك سعداء بالتركيبة الهجومية الحالية وعلينا ان نتطلع
الى الامام دون الندم على اي شيء".
وينافس يوفنتوس بقوة هذا الموسم على الصعيدين المحلي والاوروبي وستكون موقعة
"جوزيبي مياتزا" السبت قمة بكل ما للكلمة من معنى لان "بيانكونيري" يتخلف عن انتر ميلان بفارق ثلاث نقاط فقط.
وستكون هذه المباراة مناسبة لمواجهة مثيرة بين دل بييرو وزميله السابق ابراهيموفيتش خصوصا ان اللاعبين يقدمان مستوى رائع هذا الموسم.
ويعتبر ابراهيموفيتش الذي نال الاثنين الماضي الحذاء الذهبي في بلاده للمرة الثالثة في
مسيرته وهو انجاز لم يحققه اي لاعب في السابق القوة الضاربة الاساسية لفريق المدرب
البرتغالي جوزيه مورينيو وهو نجح في منح فريقه نقاطا ثمينة في اصعب الاوقات اخرها
في المرحلة السابقة عندما سجل ثنائية في مرمى باليرمو رافعا رصيده الى 7 اهداف.
وفي المقابل يسعى يوفنتوس الى مواصلة عروضه المميزة وتحقيق فوزه الثامن على
التوالي في مختلف المسابقات والسادس على التوالي في الدوري المحلي لكي يفرض نفسه
بقوة في دائرة الصراع على اللقب الذي جرد منه عام 2006 ومنح لانتر بسبب فضيحة التلاعب بالنتائج.
ولم يهدر يوفنتوس اي نقطة حتى الان منذ فوزه على ريال مدريد الاسباني 2-1 في الجولة
الثالثة من منافسات دوري ابطال اوروبا حيث فاز بعدها على ضيفه تورينو 1-صفر
ومضيفه بولونيا 2-1 وضيفه روما 2-صفر ومضيفه ريال مدريد بالنتيجة ذاتها ومضيفه كييفو 2-صفر ايضا وضيفه جنوى 4-1 في المرحلة السابقة.
"نحن ذاهبون الى ميلانو بعد سلسلة من الانتصارات الهامة واذا لعبنا بالطريقة التي خضنا
فيها مبارياتنا الاخيرة فنملك فرصة كبيرة للفوز" هذا ما اضافه بلان الذي جاء موقفه
متماهيا مع موقف رئيس النادي جوفاني كوبولي جيغلي الذي اكد انه لا يندم اطلاقا على
التخلي عن ابراهيموفيتش الذي وجد طريقه الى الشباك في 44 مناسبة خلال 87 مباراة
مع "نيراتزوري" لكنه فشل في هز شباك فريقه السابق حتى الان.
وقال جيغلي "اراد الرحيل ورفض يوفنتوس عوضا عن ان يكون الوضع معكوسا لكن
دون ابرا (لقب ابراهيموفيتش) نجح دل بييرو في اكتشاف نفسه مجددا ووصل الى مستوى
عال جدا ان كان في الدرجة الثانية او الاولى". وتابع "كان من المستحيل ان يلعب
اللاعبان معا. اليكس (دل بييرو) افضل الان مما كان عليه سابقا (عندما كان يلعب الى
جانب ابراهيموفيتش) وهو متعطش في سن الرابعة والثلاثين الى المزيد من الانتصارات اكثر من اي وقت مضى".
وتصب الاحصائيات في مصلحة يوفنتوس للخروج فائزا من ملعب "جوزيبي مياتزا" لان
انتر ميلان لم يفز على "السيدة العجوز" في ارضه منذ موسم 2003-2004 عندما تغلب
عليه حينها بثلاثة اهداف للنيجيري اوبافيمي مارتينز وكريستيان فييري والصربي ديان
ستانكوفيتش مقابل هدفين للارجنتيني كيلي غونزاليز (خطأ في مرمى فريقه) وماركو دي فايو.
وخرج يوفنتوس فائزا من المباراتين السابقتين له على هذا الملعب الموسم الماضي (2-1)
وفي 2006 بالنتيجة ذاتها فيما انتهت مواجهة 2004-2005 بالتعادل 2-2.
وستكون مباراة السبت مواجهة مميزة بين مدربي الفريقين مورينيو وكلاوديو رانييري
اللذين اشرفا في السابق على تشيلسي الانجليزي وسينقل المدربان "معركتهما" الى الملعب بعد ان تبادلا الاهانات خارجه.
وكان مورينيو خلف رانييري في تدريب تشيلسي وقاد الاخير الى ما فشل في تحقيقه
المدرب الايطالي مع الفريق اللندني وهو الفوز بلقب الدوري الانجليزي في مناسبتين عامي 2005 و2006.
واعتبر مورينيو المعروف بمواقفه "المتعجرفة" ان رانييري لم يستثمر الاسلحة التي كانت
بحوزته في تشيلسي وهو لم يكتف بالانتقاد الاحترافي بل تطرق الى السخرية من طريقة
تحدث الايطالي باللغة الانجليزية فيما كان رد سلفه في الفريق اللندني اكثر هدوءا وسخرية: "يا له من لبق".
وتابع رانييري "لقد فاز وانا لم افعل ذلك حتى الان. لكني في كرة القدم منذ فترة طويلة
ولطالما تقدمت الى الامام ما يعني اني قمت بعمل رائع رغم عدم فوزي بالالقاب" في اشارة منه الى عدم فوزه باي لقب في حين ان مورينيو توج بالقاب عدة ابرزها مسابقة
دوري ابطال اوروبا عام 2004 مع بورتو.
وانتقد رانييري مؤخرا نظيره البرتغالي بسبب "توكيل" الاخير مساعده من اجل
المؤتمرات الصحافية التي تتبع مباريات الدوري مضيفا "انه مدرب برتغالي ولا يختلف
كثيرا عن المدرب الايطالي. انا ايطالي سافرت حول العالم وانفتحت على انواع مختلفة من
كرة القدم" في اشارة منه الى التجربة التي خاضها ايضا مع فالنسيا واتلتيكو مدريد الاسبانيين.
واعتبر رانييري ان مورينيو "يعارض كل شيء" لكنه يحترم واقع ان لاعبي المدرب
البرتغالي يحترمونه ما يظهر بانه على علاقة رائعة بهم.